من هو عادل الحسني؟ تفاصيل إختطاف عادل الحسني من مطار نيودلهي الهندي
عادت قضية القيادي والناشط السياسي اليمني، عادل الحسني، إلى الواجهة بقوة في 12 نوفمبر 2025، مع انتشار أنباء عن اختطافه في ظروف غامضة، مما أثار موجة واسعة من التساؤلات حول مصيره ودور القوى الإقليمية في اختفائه. يُعتبر الحسني شخصية محورية ومعقدة في المشهد اليمني ما بعد 2015؛ فهو القائد العسكري السابق الذي تحول إلى أحد أبرز الأصوات المنتقدة لدور الإمارات العربية المتحدة في اليمن، مما جعله هدفا دائما ومادة دسمة للجدل الإعلامي والسياسي.
من هو عادل الحسني
ولد عادل سالم ناصر موفجة الجعمي الحسني في محافظة أبين عام 1983، وبدأ حياته المهنية كجندي في شرطة النجدة بمحافظة حضرموت، مع اندلاع الحـ رب الأهلية اليمنية في عام 2015 برز الحسني كقائد ميداني في “المقاومة الجنوبية”، حيث تولى قيادة جبهة المنطقة الوسطى في أبين، خلال هذه الفترة كان يُنظر إليه كأحد الشخصيات العسكرية الفاعلة، وكان على تنسيق مباشر مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
لكن هذا التحالف لم يدم طويلا، فبعد فترة وجيزة، بدأ الحسني يعبر عن انتقادات حادة للسياسات الإماراتية في جنوب اليمن، متهما أبوظبي بتجاوز أهداف التحالف والسعي لفرض سيطرتها على المحافظات الجنوبية عبر تشكيلات عسكرية موالية لها مثل “الحزام الأمني”، هذا التحول الجذري في مواقفه وضعه في مسار تصادمي مباشر مع الإمارات وحلفائها المحليين.
اعتقال عادل الحسني وقضاء عامان في سجون عدن السرية
في خطوة مفصلية، تم اعتقال عادل الحسني من قبل قوات “الحزام الأمني” المدعومة إماراتيًا. استمر اعتقاله لمدة عامين دون توجيه تهم رسمية أو تقديمه للمحاكمة، وهي الفترة التي وصفها لاحقًا بأنها كانت مليئة بالتعـ ذيب الجسدي والنفسي، في شهادات موثقة لمنظمات حقوقية دولية بارزة مثل “هيومن رايتس ووتش” و”مواطنة لحقوق الإنسان”، اتهم الحسني المحققين الإماراتيين في سجن “بئر أحمد” الشهير بعدن بمحاولة إجباره على الاعتراف بتهم ملفقة، أبرزها التجسس لصالح قطر وتركيا.
بعد إطلاق سراحه بوساطة سعودية، غادر الحسني اليمن ليتحول إلى ناشط سياسي وإعلامي من الخارج، ومن خلال مقابلات تلفزيونية مكثفة، أبرزها مع قناة “الجزيرة”، بدأ في كشف ما وصفه بـ”الجـ، رائم الإماراتية” في اليمن، وتحدث بالتفصيل عن وجود شبكة من السجون السرية التي تشرف عليها الإمارات، وعن عمليات اغتـ، يال استهدفت أئمة مساجد وشخصيات سياسية معارضة للنفوذ الإماراتي في عدن.
اختطاف عادل الحسني من مطار نيودلهي
في تطور دراماتيكي خلال شهر نوفمبر 2025، تداولت وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعي أنباء عن اختفاء عادل الحسني من مطار نيودلهي الدولي في الهند، أفادت المصادر بأن السلطات الهندية أوقفته بناءً على طلب من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يُعتقد أنها أصدرت بحقه مذكرة توقيف عبر الإنتربول، تزامن هذا الحادث مع توقيع اتفاقية أمنية لتعزيز التعاون وحماية الاستثمارات بين الهند والإمارات، مما دفع العديد من المراقبين والناشطين إلى الربط بين الاتفاقية وعملية توقيف الحسني وتسليمه المحتمل.
أثار هذا الاختفاء قلقا واسعا في الأوساط اليمنية والحقوقية، حيث حذرت منظمات من أن تسليمه إلى الإمارات قد يعرض حياته لخطر حقيقي، بالنظر إلى تاريخه مع السلطات الإماراتية والاتهامات الخطيرة التي وجهها لها، وحتى كتابة هذا المقال في 12 نوفمبر 2025، لا يزال مصير الحسني مجهولا، وسط صمت رسمي من السلطات الهندية والإماراتية.
