سبب وفاة زوجة السيستاني ومن هي عقيلة المرجع الأعلى؟
أعلنت العتبة الحسينية المقدسة في بيان رسمي وفاة عقيلة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، لتنطلق تساؤلات واسعة بين العراقيين والعالم الإسلامي حول سبب وفاة زوجة السيستاني، ومن هي السيدة التي رافقت المرجع الأعلى طوال عقود من حياته، خصوصًا أن السيستاني معروف بتكتمه الإعلامي على تفاصيل حياته الخاصة.
سبب وفاة زوجة السيستاني
لم تكشف البيانات الرسمية عن السبب المباشر لوفاة زوجة السيستاني، غير أن مصادر مقربة أشارت إلى أنها كانت تعاني من مرض عضال منذ سنوات طويلة. ورغم تلقيها العلاج في أحد المستشفيات، شهدت حالتها الصحية تدهورًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، ما أدى إلى إعلان وفاتها رسميًا.
وذكرت العتبة الحسينية عبر حسابها في منصة “إكس”: “انتقلت إلى جوار ربها الكريم العلوية الجليلة كريمة آية الله السيد ميرزا حسن حفيد السيد المجدد الشيرازي، عقيلة سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وسيُشيع جثمانها الطاهر من جامع الشيخ الطوسي في النجف الأشرف صباح الاثنين”.
مراسم التشييع والعزاء
انطلقت مراسم التشييع من جامع الشيخ الطوسي في النجف الأشرف، أحد أبرز معالم الحوزة العلمية، حيث ودّعها العلماء وطلاب الحوزة والمحبون من مختلف أنحاء العراق. وأُعلن أن مجلس الفاتحة سيُقام في جامع الخضراء يومي الاثنين والثلاثاء بعد صلاتي المغرب والعشاء، بحضور واسع من رجال الدين والشخصيات الاجتماعية والسياسية.

من هي عقيلة السيد السيستاني؟
عقيلة المرجع الأعلى السيستاني هي كريمة آية الله السيد ميرزا حسن الشيرازي، أحد أحفاد المرجع الكبير السيد محمد حسن الشيرازي الملقب بـ”المجدّد الشيرازي”. هذا الانتماء يجعلها جزءًا من أسرة علمية عريقة لعبت دورًا بارزًا في قيادة المرجعية الشيعية في العراق وإيران.
المجدّد الشيرازي كان قائد ثورة التنباك عام 1891 في إيران ضد الامتياز البريطاني لاحتكار التبغ، وهو ما منح الأسرة الشيرازية مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي الحديث، إذ جسدت الثورة آنذاك روح المقاومة ضد الهيمنة الأجنبية.
شجرة نسب مبسطة
- السيد محمد حسن الشيرازي (المجدّد 1815 – 1895): المرجع الأعلى وزعيم ثورة التنباك.
- السيد ميرزا حسن الشيرازي: حفيد المجدد ومن أعلام الأسرة.
- كريمة السيد ميرزا حسن الشيرازي: عقيلة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني.
وبذلك فإن نسبها يجمع بين البيت الحسيني السيستاني المنتسب إلى الإمام الحسين عليه السلام، والبيت الشيرازي العلمي المعروف بتاريخه الإصلاحي والفقهي.
ماذا يعني رحيل عقيلة السيستاني للوسط الديني؟
يُعد رحيل زوجة السيستاني حدثًا مهمًا في الوسط الديني الشيعي، لما تمثله من رابط تاريخي واجتماعي بين مرجعيات كبرى مثل بيت الشيرازي وبيت السيستاني. وعلى الرغم من التكتم الإعلامي حول حياتها الشخصية، إلا أن مكانتها كانت محل تقدير في الأوساط العلمية والاجتماعية.
السيستاني والحياة الخاصة
من المعروف أن السيد علي السيستاني يتجنب الظهور الإعلامي ويُبعد حياته الخاصة عن الأضواء. ولهذا فإن أخبار أسرته نادرة جدًا، ويكاد لا يُعرف عنها إلا القليل. ورغم ذلك، فإن إعلان وفاة عقيلته سلّط الضوء على هذه السيدة التي كانت جزءًا من بيئة المرجعية لعقود.
تأثيرها الاجتماعي
لم تلعب عقيلة السيد السيستاني دورًا علنيًا في الحياة السياسية أو الدينية، لكنها كانت شخصية ذات حضور داخل البيت المرجعي، حيث ساهمت في رعاية الأسرة وربطت المرجعية بامتدادها التاريخي عبر نسبها إلى المجدد الشيرازي. هذا البعد الرمزي جعل من خبر وفاتها حدثًا يتجاوز حدود العائلة ليشمل البيئة الدينية والاجتماعية الأوسع.
التفاعل الشعبي
أثار إعلان الوفاة تفاعلًا كبيرًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق ولبنان وإيران وبعض الدول الخليجية ذات الطائفة الشيعية. حيث عبّر كثيرون عن تعازيهم للمرجع الأعلى، مؤكدين أن رحيلها يمثل خسارة لرمز اجتماعي ارتبط بمرجعية النجف.
بين الحوزة والمرجعية
يرى مراقبون أن وفاة عقيلة السيستاني تُعيد التأكيد على الروابط بين بيوت المرجعية الكبرى، وتكشف عن الأهمية التاريخية للزواج بين عائلات العلماء في ترسيخ مكانة المرجعية. إذ إن زواج السيستاني من كريمة الشيرازي يُظهر وحدة النسب بين مدارس النجف وقم وسامراء.
الخلاصة
إن سبب وفاة زوجة السيستاني يعود بحسب ما أشارت إليه المصادر إلى معاناة طويلة مع المرض، انتهت بتدهور حالتها الصحية ورحيلها عن الدنيا. لكن الأهم من ذلك أن هذه السيدة جمعت بين نسبين علميين رفيعين: بيت السيستاني الحسيني وبيت الشيرازي المجدد. رحيلها لا يمثل حدثًا أسريًا فقط، بل هو حدث ديني واجتماعي يُعيد تسليط الضوء على الدور الرمزي للعائلات المرجعية في صياغة البيئة الشيعية الممتدة عبر التاريخ.
